ينفذ إكبا دراسات حول صفات الارتباط الموسعة لجينوم الكينوا

The main goal is to identify genes or quantitative trait loci (QTLs) responsible for agronomic and biochemical characters in quinoa and use those genes or QTLs in breeding to improve its yield, quality, and adaptability in marginal environments.
Date

اشترك المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) مع معهد ماكس بلانك في ألمانيا ومنظمة الجينوم العالمية (مجموعةBGI) التي تعد أكبر شركات المجينات على مستوى العالم في تنفيذ دراسات حول صفات الارتباط الموسعة لجينوم الكينوا (GWAS).  

ومن ضمن الأنشطة المتعلقة بالدراسة آنفة الذكر، بدأ العلماء بتحليل ۱۹۰ طرازاً وراثياً للكينوا في محطة أبحاث إكبا بدبي في دولة الإمارات العربية المتحدة للتعرف على الصفات المختلفة لهذا المحصول مثل تحمل مستويات مختلفة من الملوحة؛ وفترة الإزهار والنمو الطولي للنبات وطول العنقود الزهري؛ والتفرعات وعدد الايام حتى النضج وغلة ووزن البذور والصابونين في البذور.

أما الهدف الرئيسي من وراء هذه الدراسة فيكمن في تحديد الجينات أو مواقع الصفات الكمية المسؤولة عن الخصائص الزراعية والكيمائية الحيوية في الكينوا واستخدام هذه المورثات أو الصفات الكمية في التربية لتحسين غلال المحصول ونوعيته وقدرته على التكيف مع البيئات الهامشية.

البيئات الهامشية في العالم هي المناطق المتأثرة بالتغير المناخي وندرة المياه والملوحة وغيرها من الظروف غير المؤاتية ما يجعلها أقل ملاءمة لزراعة محاصيل تقليدية كالأرز والقمح والذرة. إلا أن نباتات مثل الكينوا تتسم بتكيفها طبيعياً مع البيئات القاسية. فقدرة الكينوا الاستثنائية على التأقلم إلى جانب قيمتها التغذوية قد منحها سمعة كمحصول متفوق، ناهيك عن إنتاجيتها الجيدة في التربة المالحة والنظم الزراعية-الإيكولوجية المعرضة للجفاف والتي تتسم بندرة المياه.

يقود إكبا منذ عام ۲۰۰۷ برنامجاً عالمياً حول الكينوا بالتعاون مع شركاء وطنيين ودوليين بهدف تقييم إنتاجية هذا النبات ضمن الظروف الهامشية. وقد تمكن المركز حتى اليوم من تحديد خمسة أصناف للكينوا (إكبا-Q1، وإكبا-Q2، وإكبا-Q3، وإكبا-Q4، وإكبا-Q5) مناسبة للظروف البيئية في منطقة الخليج والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا الوسطى والقوقاز، حيث أعطت هذه الأصناف إنتاجية جيدة، ما شجع المزارعين على زراعتها في بلدان عديدة بما فيها مصر والهند وقرغيزستان والمغرب وباكستان وإسبانيا وطاجيكستان والإمارات العربية المتحدة.

ففي المغرب على سبيل المثال، طـُورت سلسلة قيمة كاملة حول الكينوا ضمن مشروع الرحامنة الذي يموله مركز بحوث التنمية الدولية في كندا (IDRC/CRDI) وينفذ في محافظة الرحامنة بالتعاون مع جامعة محمد السادس للفنون التطبيقية (UM6P) ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات في المغرب. وجاءت ثمرة هذا العمل بتسجيل خمسة أصناف مؤخراً في اللائحة الوطنية لأنواع وأصناف النباتات الصالحة للزراعة في المغرب.

وضمن دراسات حول صفات الارتباط الموسعة لجينوم الكينوا (GWAS)، يعمل إكبا على تطوير أصناف كينوا تتسم بمذاقها الحلو، مع محتوى منخفض من الصابونين، ذلك المركب الذي يكسب حبوبها مذاقاً مراً. ويمكن إزالة الصابونين عن طريق غسل البذور بصورة مكررة أو تقشيرها، إلا أن هذه الأساليب تزيد من تكاليف المعالجة ما بعد الحصاد. صحيح أن هنالك بضعة طرز وراثية للكينوا بمحتوى منخفض من الصابونين، إلا أن إنتاجيتها لم تكن بالمستوى الجيد المنشود ضمن الظروف الهامشية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا الوسطى.

هذا ويهدف المشروع في نهاية المطاف إلى تربية أصناف كينوا عالية الغلة وتتسم بنضج مبكر (۹۰-۱۰۰ يوم) مع مستويات تحمل مرتفعة لإجهادات الملوحة والجفاف والحرارة في المناطق الهامشية، ناهيك عن سعيه إلى تطوير ممارسات الإدارة الفضلى المرتبطة بهذه العملية، و ممارسات الإدارة المثلى ما بعد الحصاد.